غالباً ما تؤرق الوالدين مشكلة الكذب لدى أطفالهم الصغار وهي مشكلة تربوية معقدة تحتاج أولاً إلى معرفة الأسباب والبحث عن طرق للوصول إلى الأطفال وتعزيز قناعتهم بالصدق،، وهذه خمس نصائح حول سبل تشج- الأفعال أهم من الأقوال: لعل أهم الأمور التي يجب أن يأخذها الوالدان في الاعتبار عندما يكذب طفلهما نزعتهما الذاتية إلى الكذب،، فقد لا تعني الكذبات (البيضاء) شيئاً كثيراً بالنسبة إلى البالغين،، لكنها بمنظار الأطفال كذبات حقيقية في معظم الأحيان،، وتوحي الأبحاث أن الأولاد الذين يكذبون ينشؤون عادة في بيوت يكذب فيها الوالدان أو يخالفان القوانين.
- احترموا خصوصية أولادكم قد تتقبل الطفلة ذات الأعوام السبعة العائدة من حفلة عيد ميلاد أسئلة والدتها عمن كان مدعو أو كيف أمضت الوقت وفي أي أنواع الألعاب شاركت،، أما في سن الرابعة عشرة فقد يكون رد فعل الفتاة نفسها الغضب أو المراوغة والكذب.
-إن حاجة الطفل المتنامية إلى الاستقلالية والتكتم تقابلها حاجة الأهل إلى إرشاده وحمايته هي أحد أهم مصادر التوتر بين الأهل والأبناء ولسوء الحظ نادراً ما يفكران جدياً في الأمور التي يجدر بهما معرفتها عن حياة ولدهما ومن واجبهما وضع قائمة ذهنية يمكن أن تتضمن الأمور الآتية: الأماكن التي يرتادها في أوقات فراغه،، التأكد من إنجازه فروضه المدرسية وحسن سلوكه في المدرسة،، ضبط أوقات مشاهدته للتلفاز ويمكن إجراء بعض التعديلات على هذه القائمة خلال مرحلة نمو الولد لتشجيعه على الاستقلالية.
- اعرفوا أصدقاء أولادكم: تظهر الأبحاث أن الأولاد الذين يكذبون يعاشرون أصدقاء كاذبين،، يحق للوالدين إخبار ولدهما أن أحد أصدقائه لا يروقهما وذلك عندما تتوفر لديهما بعض الشواهد تظهر سوء تصرفاته كاكتشافهما أن هذا الصديق كذب أو سرق،، قد تكون إحدى وسائل المعالجة أن تشرحا لولدكما أسباب معارضتكما الكذب والسلوك غير اللائق اجتماعياً ثم تبينا له كيف يشجعه أصدقاؤه على هذه التصرفات.
- ضعوا خطة لمواجهة الكذب: أحد أسوأ أساليب المعالجة الضغط على الولد لإجباره على الاعتراف،، من الأفضل أن يركز الوالدان على أساليب يمكن اتباعها لمنع تكرار الخطأ عوض محاولة ضبط ولدهما وهو يكذب.
- ثقوا بأولادكم: قد تكون المساهمة الكبرى التي يمكن أن يحققها الوالدان في تنشئة ولد صادق هي إرساء علاقة مبنية على الثقة فهما عندما يظهران ثقتهما بولدهما أياً كانت سنه يشعرانه بالفخر بأنه إنسان راشد وحتى إذا ضبط الولد يلفق كذبة مكشوفة فيجب ألا يضع ذلك حداً لثقة والديه بل يمكن أن يخبره أحدهما أن كذبة واحدة قد تغتفر،، لكن الثقة ستحجب عنه إذا استمر في الكذب .
على الوالدين أن يتذكرا دائماً أن لا حل سهلاً لمشكلة الكذب يمكننا أن نكون قدوة ومثالاً لولدنا ونوفر له مجالاً للعزلة ونوجه صداقاته وننمي ثقتنا به ونعاقبه على أخطائه ونكتشف مع ذلك أنه يكذب علينا،، هذا هو سبب الحاجة للثقة المتبادلة بين الطرفين الكذب يقضي على التقارب والمودة لذلك يتوجب على الأهل أن يشعروا ولدهم دائماً أنهم جديرون بالثقة وبمعرفة الحقيقة وقد يمتلكون ثقته في البداية،، ولكن عليهم أن يستحقوها فيما هو ينمو ويكبر .
جريدة البعث السورية