بســـم الله الرحمن الرحـــــيم
للمنافق علامات وصفات.. ولاشك أن النفاق صفة مذمومة مكروهة.. خزيها في الدنيا كبير... وعقابها في الآخرة من رب العباد شديد..
وكيف نعرف المنافق؟
في كتاب الله القرآن الكريم .. كثيرة هي الآيات التي تتحدث عن المنافقين وصفاتهم.. وتكشف نواياهم ومآربهم..
ففي سورة النساء
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142)
مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143)
وفي سورة التوبة
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67)
وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68)
وقد أفرد ربنا سبحانه سورة كاملة في القرآن الكريم هي سورة المنافقون:
إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)
وفي ما رُويَ عن خاتم الأنبياء حبيبنا محمّد عليه الصلاة والسلام:
33 ـ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ أَبُو سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ".
34 ـ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ". تَابَعَهُ شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ.
(من صحيح البخاري - باب عَلاَمَةِ الْمُنَافِقِ)
فالخائن ... منافق
والكذّاب ... منافق
والغادر بالعهد ... منافق
والفاجر بالخصام ... منافق
ولنتعرف أكثر على صفات المنافق.. لابد من مقارنة مع نقيضه وهو المؤمن، والتي نجدها في السطور التالية:
المؤمن مشغولٌ بالفكر والعبر ... والمنافق مشغولٌ بالحرص والأمل
المؤمن آيسٌ من كل أحد إلا من الله ... والمنافق راجٍ لكل أحد إلاّ من الله
المؤمن آمن من كل أحد إلاّ من الله ... والمنافق خائف من كل أحد إلا من الله
المؤمن يقدّم ماله دون دينه ... والمنافق يقدّم دينه دون ماله
المؤمن يُحسِن ويبكي ... والمنافق يُسيء ويضحك
المؤمن يزرع ويخشى الفساد ... والمنافق يقلعه ويرجو الحصاد
المؤمن يأمر وينهى -مخلصاً- فيصلح ... والمنافق يأمر وينهى للرئاسة فيفسد
هو حاتم الأصم من عُني بهذه المقارنة..
نسأل الله أن يبعدنا وإيّاكم عن النفاق والمنافقين، ويجعلنا وإياكم من المؤمنين الصالحين والسعداء في الدارين