القلب السليم : وهو الذي تمكَّن فيه الإيمان ، وأصبح عامراً بحب الله ورسوله ، وهو الذي سَلِمَ من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ، ومن كل شبهة تعارض خبره ، وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به ، كما قال تعالى : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
القلب الميت : وهو ضد الأول ، فلا حياة فيه ، وصاحبه لا يعرف ربَّه ، ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه ، بل هو واقف مع شهواته ولذاته ، منقاد لها ، أعمى يتخبط في طريق الضلالة ، إن أحب أو أبغض فلهواه ، وإن أعطى أو منع فلهواه ، فهواه مقدِّم عنده على رضا مولاه.
القلب المريض : وهو الذي غزته الشبهات والشهوات حتى شغلته عن حب الله ورسوله ، فأصبح معتلاً فاسداً ، وهو قلب له حياة وبه مرض ، وهو لما غلب منهما ، إن غلب عليه مرضه التحق بالقلب الميت ، وإن غلبت عليه صحته التحق بالقلب السليم
العبادة المنسية !!من فضله سبحانه أن لم يجعل بيننا وبينه حاجزاولا وسيطا ولا وكيلا بل هو سميع قريب مجيب الدعاء الرحمن الرحيم.
ممّانشاهده اليوم وبات ملموسا تغييب الدعاء من الأفئدة والقلوب إلاّ ممن رحم الله، فماأن يذكر لك أحدهم أمرا فترد عليه أن عليك بالدعاء إلاّ وتجده عبس وزمجر واكتئب وبسروكأنك تثبط من همته وتميت أمره وقضيته.
فأين بات الدعاء منا أليس هو العبادةبل من أجل العبادات وبه يقاس قرب العبد من ربه وخضوعه له واستلامه لعظمته وإقرارابوحدانيته.
يقول سبحانه)وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِيأَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَجَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) ( سورة غافر: 60).
فإيّاك إيّاك أن تهمل الدعاءوتستكبر نفسك عنه فتدخل في الوعيد المنتظر لهم من الله سبحانه، ثم لتتأمل كرمه جلوعلا في بداية الآية وقوله ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْلَكُمْ)فلا فاصل بين الكلمتين ولا تسويف.