غادة رشيد Admin
عدد المساهمات : 355 تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: الشهادة والشهداء الإثنين 9 فبراير - 18:28 | |
| الشهادة لها عدة معاني:-
المعنى اللغوي، والمعنى الاصطلاحي،والمعنى الفلسفي
أولا:- المعنى اللغوي للفعل (شَهِدَ) المشتقة منه كلمة الشهادة أو الشهيد، متعدد ومختلف، لذا أختلف في أصل المعنى المأخوذ منه لفظ الشهادة أو الشهيد، واختُلف في معناه أيضا، فقيل هو شهيد لأن ملائكة الرحمة تَشهده، أو هو شهيد لسقوطه على الأرض، وهي تسمى الشاهدة، أو لأن الله وملائكته شهودٌ له بالجنة، أو لأنه يشهد يوم القيامة على من قتله، أو لأنه يَحضُرُ عند ربّه حياً، الى ما هنالك من معانٍ تُقتبس من الفعل شَهِدَ ومعانيه المتعددة، وتُسقط على المصدر (الشهادة) أو على الاسم (الشهيد).
ثانيا:- المعنى الاصطلاحي للشهادة فهو "القتل في سبيل الله عز وجل"، فكل من قُتل في سبيل الله هو شهيد، ويلحق بهم طائفة ممَّن نص الحديث الشريف عليهم، وإن لم يُقتلوا في سبيل الله، فيكونوا شهداء أيضاً، أو بمنزلة الشهداء، كما جاء في الحديث عن الإمام الرضا (ع): "من قاتل دون ماله ورحله ونفسه فهو شهيد".
ثالثا:- المعنى الفلسفي للشهادة فهو مرتبط بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تعرضت لهذا المفهوم. ففي القرآن الكريم وردت جملة من الآيات التي تحدثت عن واقع الشهداء الحقيقي عند الله تعالى، هذا الواقع الذي كان يخفى على الناس في هذه الدنيا وقد جاء ذكر الشهادة بأبعاد ثلاثة:-
البعد الأول: قال تعالى في سورة آل عمران: "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يُضيع أجر المؤمنين".. فالآيات القرآنية الثلاث التي تنهى عن عدِّ الشهداء مع الأموات وتفيد بأنهم أحياء عند الله تعالى يرزقون، كما هي حال الناس في الدنيا، وهم يستبشرون بإخوانهم الذين سيأتون اليهم بعد شهادتهم، إنما جاءت في سياق الرد على المنافقين "الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتلوا"، فقال لهم تعالى في الآية نفسها: "قل فادرأوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين".. ثم بين لهم مقام الشهداء عنده في الآيات اللاحقة، وشرح حالهم الذي هو حال سرور واستبشار، يمتاز عن حال أهل الدنيا في نواحٍ عدة، منها الحياة الدائمة عند الله تعالى، وعدم الخوف أو الحزن، والشعور بالفرح مع الحصول على الرزق، والاستبشار بالخير من الله تعالى، وبأنه لا يضيع أجر المؤمنين.
البعد الثاني: قال تعالى في سورة الحديد: "والشهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم".. تبين الآية الكريمة أن الشهداء عند الله، ولهم نورهم الخاص الذي حباهم الله تعالى به، ففي سياق الحديث القرآني عن المؤمنين تحدثت بعض الآيات عن نور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، ثم تحدثت الآيات اللاحقة في السورة نفسها عن الذين آمنوا بالله ورُسُله فقالت: "أولئك هم الصدِّيقون والشهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم".
البعد الثالث: قال تعالى في سورة النساء: "ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقاً، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً".
تتحدث الآية عن فضل هذه الثلة من الناس والشهداء من بينهم عند الله تعالى، فهي تشير الى أن الذين يطيعون الله والرسول سيكونون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، حيث لا تخفى درجة أولئك العظام الذين أنعم الله عليهم عنده عزَّ وجلَّ، وأن هذا الجزاء للذين أطاعوا الله والرسول هو فضل من الله عليهم، إذ جعلهم في جوار هؤلاء العظام.
إن الآيات القرآنية الكريمة التي تحدثت عن فضل الشهداء عند الله عز وجل، ومكانتهم ومنزلتهم الرفيعة وحالهم، رفدتها السنة الشريفة بعدد كبير من الأحاديث التي بينت عظمة الشهادة والشهداء. فقد جاء في الحديث أن "أشرف الموت قَتْلُ الشهادة"، وأن "فوق كلِّ ذي بِرٍّ (صاحب إحسان) بَرٌّ (محسنٌ) حتى يُقتل المرء في سبيل الله فليس فوقه بَرٌّ"، كما قال نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله)، وأن "أفضل الناس بعد الأوصياء الشهداء"، كما قال الإمام علي (عليه السلام).
إن مفهوم الشهادة بأبعاده كافة قد نال مرتبة عالية ومقاما شريفا ومكانا ساميا، وقد حدد القرآن الكريم والسنة الشريفة مقام الشهداء عند الله عزَّ وجلَّ، وفضلهم حتى غدت الشهادة وسيلة القرب من رحمة الله تعالى والفوز بمرضاته، فكان شهداء الإسلام منذ بدء الدعوة النبوية وإلى يومنا هذا يشترون ويصنعون بالشهادة حياة الخلود والقرب الألهي في دار الحيوان دار الآخرة(جنات النعيم وجنات الفردوس وجنة عدن) وتستمر الحياة الطيبة بدماء الشهداء وكيف اذا كانت هذه الدماء دماء العلماء الشهداء وحياة الأمة بهم في الدنيا فهنيئا لهم الشهادة.
لأن الشهادة خلاف الموت الذي هو بطلان الشعور و الفعل، و لذا ذكرهما في قوله: بل أحياء حيث ذكر الارتزاق و هو فعل، و الفرح الاستبشار و معهما شعور.
وقد ذكر الله تعالى فرحتهم بما ءاتاهم الله و الفرح ضد الحزن و، البشارة و البشرى ما يسرك من الخبر و الاستبشار طلب السرور بالبشرى، و المعنى: أنهم فرحون بما وجدوه من الفضل الإلهي الحاضر المشهود عندهم، و يطلبون السرور بما يأتيهم من البشرى بحسن حال من لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. و من كل هذا يظهر أولا :- أن هؤلاء المقتولين في سبيل الله يأتيهم و يتصل بهم أخبار خيار المؤمنين الباقين بعدهم في الدنيا.
و ثانيا:- أن هذه البشرى هي ثواب أعمال المؤمنين و هو أن لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و ليس ذلك إلا بمشاهدتهم هذا الثواب في دارهم التي هم فيها مقيمون فإنما شأنهم المشاهدة دون الاستدلال ففي الآية دلالة على بقاء الإنسان بعد الموت ما بينه و بين يوم القيامة
و التدبر في آيات الشهادة يتبين أنها في صدد بيان أجر المؤمنين أولا، و أن هذا الأجر رزقهم عند الله سبحانه ثانيا، و أن هذا الرزق نعمة من الله و فضل ثالثا، و أن الذي يشخص هذه النعمة و الفضل هو أنهم لا خوف عليهم و لا هم يحزنون رابعا.و هذا هو خلود السعادة للإنسان و خلوده فيها.
(والشهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم)
| |
|
حبيبه رسول الله Admin
عدد المساهمات : 1063 تاريخ التسجيل : 09/08/2008
| موضوع: رد: الشهادة والشهداء الإثنين 9 فبراير - 22:39 | |
| موضوع رائع اختى الغالية | |
|