خبر الأطفال الذين قتلت أمهاتهم أمام أعينهم, وظلوا إلى جانبها لأيام يستجدون من الأم الميتة لقمة الخبز, ورضعة الحليب, ورشفة الماء , هزت العالم كله , ولكنها لم تحرك في نفوس قادة العرب أدنى شعور أو إحساس
نساء أوروبا اللواتي بكين ألما, كانوا أكثر فاعلية من حكام العرب وخرجن في مظاهرات عارمة في أرجاء أقطار العالم , وهن يستشعرن مدى الانحدار والانحطاط الذي وصله قادة بني صهيون , والذين كانوا بالأمس يتباكون على محارقهم , ولكنهم اليوم اثبتوا للعالم كله أنهم أمة لقيطة تحمل في قلوبها أقسى أنواع الإجرام, والغريب أننا نجد حتى اليوم من يقيم علاقة مع هذا الكيان المصطنع والمجرم وبلا خجل, الآلة الحربية الصهيونية والتي زاد فعالية إجرامها والتي أعدت لقتل شعبنا , فأي سلام يعده الغافلون , والعملاء, وما يجرح قلوبنا أن كل ما فعله العرب حتى اليوم هو النصر بالحصول على ورقة من مجلس الظلم العالمي, تقضي بوقف الإجرام الصهيوني , وعادوا بها من نيويورك وكأنهم يحملون بأيديهم وثيقة تحرير فلسطين , وليتهم حصدوا أي نتيجة , وليت ذاك التصويت احترم من قبل أعضائه دماء شهداء فلسطين وأكثرها لأطفال ونساء , وأكثر حزني هو ذاك العار الذي أوصلنا له حكام العرب درجة حولت قاعة التصويت على يد وزير خارجية الدول العربية المسيو كوشنير إلى مهزلة كان الأجدر بمن لديه حدود اللياقة أن يصفعه على وجهه في لحظات تسال فيها الدماء الطاهرة انهارا , حيث بدا وكأنه يمن علينا بقرار لا يقدم ولا يؤخر , ويحتاج تفسيره المطلسم إلى مفك شيفرات وطلاسم بارع , ومهابيل الوفد الذين حملوا أمال حكام البط العربي كانوا سعداء بخيبتهم ولسان حالهم يقول ليس بالإمكان أفضل مما كان , ومعها بقي الحصار الظالم من مصر القيادة الخائنة لله ولشعبها ولأرضها ولأمتها, وبقي جرحى فلسطين ينزفون حتى الموت , وبقيت وجوه الحكام العرب تقطر سما وخيانة ’ وبقي لسانهم الرهيب يقول ماليس في قلوبهم , وبقيت أقلام اللؤم العربي المتصهين تشحذ من دماء أطفال فلسطين , وبقي دعاة وأبواق إبليس يدعون للتفرقة في وقت نحن بأحوج ما نكون فيه إلى الوحدة أمام ظروف ومعطيات ظلم رهيبة , في حرب فرضت على أهل غزة العزل , وكان الأجدر بأصحاب الأقلام المسمومة أن يؤجلوا زرق السم في نفوس الأمة , ومن يرى التلاحم الفلسطيني داخل غزة يدرك مدى تفاهة دعاة التفرقة من جند إبليس , فالقضية الآن في غزة هي حرب تدمير شامل ومنظم , يستخدم فيها أحدث وسائل التدمير الشامل , والإجرام المتعمد وأمام نظر العالم وبكل وقاحة , ومن لا يعمل الآن على نجدة الأهل في فلسطين وتوسيع أفق الوحدة فإنه ليس من هذه الأمة في شيء , وما يجري الآن في غزة هو وبالتاكيد ليس حربا بين حماس وفتح , وإنما هو حرب رهيبة يقصد فيها تدمير القطاع كاملا , وهذا هو ديدن صهيون , فأطفال فلسطين هم وككل أطفال العالم لا ينتمون إلى هؤلاء أو أولاء, وزاد دهشتي أن القمة العربية والتي من المفروض أن تعقد وأمام العالم أجمع وبمن حضر , لم يتم عقدها , وما أكثر دعوات المقاومة , وما أكثر دعوات الصمود , وما أكثر دعوات التنافخ , وكل هذا أثبت للأمة أن الكذابين فيها هم مدعيها كثر كثر, فأين مال الأمة , وأين صواريخها , وأين التهديد بالمسح , وأين ذهبت تلك العلاقات الدولية الممتازة , وهل ذهب هذا كله أمام عدوان صهيوني استفرس شعبا هو أهلنا تركناه لأكثر شعوب أهل الأرض نذالة , وأكثر استغرابي هو من ذاك الهارب الجبان الذي جعجع وجعجع , ثم ذهب واختبأ , شامتا بشهداء غزة الصامدة الصابرة , وليس لي ياغزة الله إلا أن نبكيك دما ونبكي كالنساء خطأنا القاتل أنا تركنا هذا الخبث المتقيح من مجموعات من الخونة تحكم شعبنا وتسوس أمتنا , وكم أسفت ممن قال إن على العرب أن يفتحوا باب التطوع , ولا أدري لماذا لم يبدأ بنفسه أولا وعلى الأقل يطلق سراح المقاومين عنده وأنا أكفلهم أنهم سيذهبون مباشرة إلى غزة , فما أكذبكم يا حكام العرب , وما أتفهكم , وكم تمنينا أن تكون لديكم واحد بالمليون من شهامة تشافيز ولكن لا حياة لمن تنادي .