اعلم يا أخي التائب، أن النبي قد بين صنفاً من الناس لا يعفو الله عنهم، فالحذر أن تكون منهم والعياذ بالله، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري أن النبي قال: { كل أمتي معافى إلا المجاهرون }.
والمجاهرة أن يفعل الذنب ثم يصبح يحدث الناس، يقول فعلت كذا وكذا والعياذ بالله، فعليك أخي الكريم التوبة، الآن، نعم الآن، وقبل أن يفوت وقت التوبة، فإن للتوبة وقت محدود، لا يقبل الله التوبة بعده أبداً قال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [أخرجه الترمذي وحسنه الألباني]. والغرغرة أن تصل الروح الحلقوم، وهو عند الاحتضار، وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله : { من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه } [مسلم].
فما يدريك يا أخي متى تأتيك منيتك، ومتى تحين وفاتك، لعلك لا تمسي، بل لعلك لا تكمل قراءة هذه الورقات، فالبدار البدار إلى التوبة، جعلني الله وإياك من التوابين