زائر زائر
| موضوع: موريتانيا: السمنة لم تعد من مزايا المرأة الأحد 17 أغسطس - 2:38 | |
|
كانت المرأة السمينة إلي تاريخ قريب مرغوبة في موريتانيا. وكانت النحافة عيبا يحكم علي صاحبته بالعنوسة. غير أن الأذواق ومقاييس الجمال آخذة في التغير بتأثير وسائل الإعلام والموضة. وقد تراجعت ظاهرة التسمين القسري وإن كانت نساء ما تزال تمارسه علي أنفسهن طوعا، وتتهمن الرجال بالنفاق.
تقول الغالية وهي موريتانية فوق الستين إن "الخطاب يتدافعون إلي البنت الصغيرة التي تصبح كالياقوت حينما يكسوها البطاط من المرفقين إلي الكعبين". والبطاط لمن لا يعرفه خطوط يتفتق عنها الجسد السمين.
وعاشت الغالية أيام مجد السمنة في بلد كان علي المرأة فيه أن تسمن حتي يغطي البطاط كامل جسدها باستثناء الأطراف. وتقول الغالية" كانت المرأة الجميلة هي التي يلبس جسدها من البطاط، وتبدو في الخيمة مالئة عيون الجميع". وتتحدث الغالية عن ليلة التسمين التي يطلقون عليها "الليلية" حيث تؤخذ البنت بعد أن تكون قد سمنت قليلا، فتسقي عشرات اللترات من اللبن ثم تسقي قدرا من دهون الماشية ثم يواصلون سقيها اللبن.. ولا يأتي الصبح حتي يظهر البطاط. ومن هذه الليلة تأخذ ما يكفي من سمنة. ولم تخل عمليات التسمين، وخصوصا عملية " الليلية" من ضحايا كما تقول الغالية:"أعرف واحدة انكسرت مفارشها فماتت بغتتة بسبب السمنة".
لكن الغالية تقول إن معايير الجمال تغيرت ولم يعد مطلوبا من المرأة إلا أن تكون قوية كالرجل وخفيفة.فالمرأة الآن " مثل الرجل تماما، نحيفة. والمهم منها هو أن تكون قادرة علي إدارة شؤون البيت والعمل".
وفي المدن وفي الأوساط المتحضرة خصوصا لم تعد السمنة مقياسا قويا للجمال. إلا أن الموريتاني المتوسط لا يحب النحيفة كما.يقول عبد الرحمن: "البدينة جدا لديها مشاكل صحية واجتماعية. أما النحيفة جدا فلديها مشاكل كثيرة لأن النحافة مضرة بالصحة وهي غير مستحبة في مجتمعنا. والنحيفة غير محظوظة في الزواج. أما المتوسطة فهي المحبوبة كثيرا فهي غير سمينة وغير نحيفة". ويدافع الشاب الجامعي عبد الله عن النحافة بالقول إن المرأة الرشيقة أفضل، والنحافة أكثر فائدة صحية. و يمكن للنحيفة إجراء فحوصات طبية للتأكد من أن نحافتها لا تعود إلي أسباب صحية".
غير أن نساء كثيرات لا تصدقن مزاعم الرجال بحب النحيفات. وتقلن إن الواقع يكذب تلك المزاعم. وهن تعملن علي ألا تكن نحيفات لضمان ألا يجري رجالهن خلف السمينات.
وتقول أم الفضل وهي في حدود الشباب إن "وضع النحافة هنا يختلف عنه في العالم"، وهي تتهم الرجال بالنفاق. فظاهرة النحافة " مرغوبة في العالم، لكنها في مجتمعنا فضيحة، رغم أنه قد يقول العكس لمجارات الموضة".
وتقول سيدة أخري نالت حظا من التسمين القسري إنها مقتنعة بأن السمنة خطرة صحيا، لكنها تشعر " بالفخر من نظرات المجتمع ، فهو ما زال يري المرأة السمينة أجمل".
وهل يكون الرجل السمين أجمل في عيون النساء؟... الغالية تقول إنهن كن تمدحن الرجال بالنحافة ويكرهن الرجل حينما يسمن. واختفت في موريتانيا ظاهرة التسمين القسري، لكن ما يزال لدي البعض حرص علي أن تكون المرأة ممتلئة. ويتأثر البعض بوسائل الإعلام، والتوعية الصحية، وبعارضات الأزياء... وتبرر نحيفات أيضا نحافة لا تردنها بضرورات الصحة، وبأن الذوق تغير. [
|
|