قيس أبو سمرة- نابلس- عشرينات- 10/8/2008
بعد سنوات من المذاكرة والانتظام في الدراسة بما تحمله من أحلام ينتظر الطلاب تحقيقها بعد التخرج في سوق العمل، تأتي سنة التخرج بشوق لبداية حياة جديدة..
أما في فلسطين فالأمر مختلف، فالتخرج ينزع منك لقب "طالب" ليمنحك لقب "عاطل" يبحث عن عمل في مؤسسات دولة تكاد يفيض موظفيها عن حاجتها بأضعاف، وتكتفي مؤسساتها بالعدد القليل.
الحلم الجميل
ميساء عرجان، 27عاما، خريجة إدارة مؤسسات، كانت تتصور أنها ستصبح مديرة احدي المؤسسات، تقول: "الحلم الجميل في العمل كبر معي يوما بعد يوم خلال دراستي للإدارة وصعد معي على منصة التخرج، لكن عندما بدأت أبحث عن تحقيق هذا الحلم تبدد كل شيء".
تضيف عرجان: "لم أكن أعلم أن هناك أعداد كبيرة من الخريجين يبحثون عن عمل بهذه الصعوبة، ولكني اصطدمت بواقع مخيف وكذلك بمؤسسات مرعبة حيث توظف خريجين بمقاييس وأشكال محددة وأخلاق تتلاءم مع مزاج الشركة أو المؤسسة، ومنذ ذلك اليوم وأنا لم أعمل، استسلمت للأمر الواقع وعملت بوظيفة الفتاة الطبيعية ربة منزل وهي أفضل وظيفة متاحة لي".
فيتامين ج
بناء على معلومات المركز الفلسطيني للإحصاء فان نسبة البطالة تجاوزت 60% ويحظى الطلبة بالنسبة الأكبر من بين أفراد المجتمع، ونسبة الفقر تجاوزت 79% من عدد السكان، أي أن ما يقارب 8 من كل 10 أسر تعيش تحت خط الفقر المدقع.
رؤى سليمان، 25عاما، خريجة آداب، تقول: "منذ وقت التخرج أصبح الحال مختلف، فمن طالبة علم إلى متسولة تبحث عن عمل في كل مؤسسة وشركة، تلك تطلب خبرة عملية وتلك لديها ما يزيد عن حاجتها ومؤسسات تحتاج إلى فيتامين ج - الواسطة- حتى تقبلك في العمل".
تضيف: "لم أكن أتوقع أن أواجه كل هذا المصير المجهول، فالأحلام التي بنيانها في عقولنا وكبرت حتى تخرجنا تبددت بين لحظة وأخرى".
رغم مرور عام على تخرج معاذ، 23عاما، من كلية تكنولوجيا المعلومات، إلا إنه لم يحصل على وظيفة حتى الآن، فقرر أن يعود إلى الدراسة لكي يحصل على درجة الماجستير، لعل هذا يميزه عن الحاصلين على البكالوريوس.
ما باليد حيلة
محمود عيسى، 24عاما، يقول: "منذ ما يقارب العامين وأنا أنتظر العمل في الضفة الغربية دون جدوى، وقد قررت أن أسافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لكي أعمل هناك، وقد حاولت جاهدا البحث والعمل هنا كوني لا أحبذ فكرة الاغتراب عن الوطن ولكن ما باليد حيلة".
معتز عبده، 28عاما، خريج محاسبة، مر على تخرجه من الجامعة عدة سنوات دون القدرة على إيجاد فرصة عمل في مجال التخصص، فلجأ للعمل في البناء بأجر ضعيف رغم المجهود الكبير، ولكنه يتمنى أن يجد العمل في مجاله خارج فلسطين.