غادة رشيد Admin
عدد المساهمات : 355 تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: سعادة الإنسان وكماله في سورة الفاتحة الإثنين 4 أغسطس - 10:20 | |
|
سعادة الإنسان وكماله في سورة الفاتحة
سعادة الإنسان وكماله في سورة الفاتحة
كمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور وقد تضمنتها سورة الفاتحة وانتظامها أكمل انتظام:
فإن قوله (( الحمد لله رب العالمين *الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين ))
يتضمن الأصل الأول وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله ، والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى وهي اسم الله والرب والرحمن ، فاسم الله متضمن لصفات الإلوهية واسم الرب متضمن لصفات الربوبية ، واسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود والبر، ومعاني أسمائه تدور على هذا .
وقوله (( إياك نعبد وإياك نستعين ))
يتضمن معرفة الطريق الموصلة إليه وإنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبه ويرضاه ، واستعانته على عبادته .
وقوله (( إهدنا الصراط المستقيم ))،
يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم ، وانه لا سبيل له إلا الاستقامة إلا بهداية ربه له كما لا سبيل له إلى عبادته إلا بمعونته فلا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته .
وقوله (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ))،
يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم وأن الانحراف إلى احد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد والانحراف إلى الطرف الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل.
فأول السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة ، وحظ العبد من النعمة على قدر حظه من الهداية، وحظه منها على قدر حظه من الرحمة ، فعاد الأمر كله إلى نعمته ورحمته ، والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيته فلا يكون إلا رحيما منعما وذلك من موجبات الهيته فهو الآله الحق وان جحده الجاحدون وعدل به المشركون ، فمن تحقق بمعاني الفاتحة علماً ومعرفة وعملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب وصارت عبوديته عبودية الخاصة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبدين .
| |
|