[center]http-equiv="CONTENT-TYPE" content="text/html; charset=utf-8">
>
name="GENERATOR" content="LibreOffice 3.3 (Linux)">
type="text/css">
في
لقاء نشرته مجلة الدعوة الصادرة بالرياض
بتاريخ 2/11/1416
هـ
مع الشيخ محمد الغزالي -
يرحمه
الله -
كان
أحد الأسئلة يدور حول العنف والتطرف، أما
إجابة الشيخ فلم تكن غريبة أو جديدة على
القاريء المتابع لكتاباته وأفكاره ،فقد
كان -
يرحمه
الله -
ضد
التطرف في التدين ،وضد العنف المتلبس
برداء الدين، وكان يرحمه الله في هذا
اللقاء أو غيره يرجع أسباب هذا الوباء
المقيت والذي تفشى في أوصال الأمة المسلمة
الى جهل هذه الفئة من أبناء المسلمين
بالإسلام 0
ليس
المقصود بالجهل هنا عدم المعرفة بالمبادىء
الأساسية أو ماتعرف بالأركان الخمسة،لكنه
الجهل بحقيقة الإسلام المبنية على سلامة
الصدر لكل المسلمين،والوعي بالأبعاد
المختلفة لهذا الدين القيم0
ليس
الدين كما يراه البعض في أخذ جزئيات -
حتى
ولو كانت كبيرة -
والركون
اليها وتضخيمها دون الإلتفات الى غيرها
من مكونات الدين صغرت أم كبرت0
ليس
الدين بحفظ النصوص وترديدها والتغني بها
دون بصيرة أو معرفة وفقه لأطرها المتجاوبة
مع تناغم الحياة الإنسانية عبر الزمن 0
من
يفهم أن الدين في الشكليات دون المضامين
هل يحق له إدعاء الرعاية أو الدعوة إليه
بهذه الصورة الشوهاء؟
من
يفهم أن الدين يجوز له تكفير من يروق له
وإدخال من يشاء في جنة الله هل يستحق
ارتداء جلباب الدين ؟
من
يبذل قصارى جهده لتشويه سمعة الدين
والمتدينين بأفعاله الشاذة وصوته النشاز
هل يمكن أن يصبح هو نفسه من الملتزمين
بهذا الدين ، وهل يمكن أن يصبح بريئا من
تهمة محاربة الدين
إن
مصيبة أمتنا في هذا العصر هي الجهل بحقيقة
الإسلام ،ولايكفي أن ندعي لأنفسنا ارتداء
شعاره ونحن أبعد مانكون عن فهمه ومعرفته
بأبعاده المختلفة يصورة دقيقة وأمينة
دون تشنج أو تطرف ،وبمحاولة استيعاب
الآراء المتعددة وعدم التعصب للرأي
الفرد،مع الإلمام بفقه التعامل مع كل
الأطراف التي يمكن الإتصال بها في عالم
تحول العالم كله فيه الى "قرية
إليكترونية واحدة"
مع
مراعاة مصلحة الأمة وحماية أركان الدين
وكيانه0
رحم
الله الشيخ محمد الغزالي الذي تذوب كلماته
في بوتقة القلوب فتملؤها فهما ووعيا
بحقيقة الإسلام ،دين الوسطية والإعتدال
البعيد كل البعد عن التشنج والإنفعال
الأعمى والعنف الدامي المقطع لأوصال
الأمة0
وحفظ
الله لأمتنا دينها ،وأبناءها المخلصين
،وخلصها من جهل أبنائها وكيد أعدائها
الذين يتحينون الفرص لإستغلالها لما يعود
عليهم بالمنفعة وفي نفس الوقت يضر بمصالح
الأمة المسلمة التي يظلمها جهل الأبناء
0
اللهم
أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ،وأرنا
الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه 000آمين