[center]مثلما كل شئ في الحياة إلي زوال... زال جنوني ... رحل عني طائر الجنون غادر أجوائي... حدود حاضري دون أن أعرف إتجاهه... وعاد لي وعي..
لا أجري ماذا أقول ؟ وماجدوي التبرير أو الشرح إلا مضاعفة الوجع.. ومعايشتة من جديد ...
قصتي معها..
التي ماعرفت كيف حدثت؟ولماذا؟
هذه القصة المملة ... كان يجب لها أن تنتهي وإنتهت...
أتذكرها أنا .. فأغرق في بحر من الندم .. ولا أدري أين أخفي وجهي...؟
أتواري منها ... أتسائل... والأسف يعصرني عصرا....
كيف حدثت...؟ أين كنت....؟ وأين كان عقلي غائبا....؟
كيف تركت العنان للمشاعر هكذا؟
كيف عشت هذه القصة العجيبة التي يأبي أي عاقل أن يعيشها؟
كانت... لحظة جنون خاطفة .... مثل خفقة قلب عاش يصعب ضمها...
مثل ومضة برق يصعب إلتقاطها...
لا أدري كيف إحتوتني ؟
كيف قطعتي بي تلك الرحلة الطويلة ...؟
كيف سرتي بي من الوعي إلي اللاوعي في لمح البصر؟
ثم مثلما أقبلت مبهرة ... مضت مبهرة...
تلاشت مثلما البرق يتلاشي...
تاركا في الحلق غصة ... وفي حنايا الذاكرة جرحا عاريا يستحيل أن تمحوه الأيام..
أهرب أنا من أمام أي مرآة تصادفني حتي لا أواجه نفسي ...
بأي وجه أبرر ما حدث...
كيف وقعت في هذا الخطأ ... وكيف عشته؟
كأني كنت غارق في أعماق مجهولة ... أو في غيبوبة وأفقت أخيرا...
آه من قصتي معها....
وكم تشبه الروايات الساذجة التي تعرضها علينا السينما الهندية..
بل وتفقها عبطا وبلاهة ..
كيف غافلتي عقلي وإندفعت إلي هذا الجنون...؟
أنتقل من أمام الشاشة إلي داخلها أتجول من خانة العقل إلي خانة البلاهة
ومايزيد من غزارة الخجل ..
أني ذات يوم كنت مؤمن أن قصتنا ستبقي أبد الدهر...ويضرب بها المثل بين العاشقين...
تصوروا بل تخيلت شاعرا يأتي عبر قرون بعدنا ويحكي عنها ويقول...
في آواخر القرن العشرين ...
عاش شاب وفتاة قصة حب رائعة ...
كانا الوحيدان في زمانهما يكتبان سطورهما بدماء القلب...
بخلاصة الروح ... بصفاء النفس.... ولا تعكس مرآة صفحاتهما إلا وجها واحدا..وهو وجه الصدق ...
كان كل منهما مبررا لوجود الأخر....
دموعه وضحكاته ... سعادته وشقاؤه ... شرود الفكرة المتوهجة داخله ..
لكنهما برغم الحب الجنوني .. كانا يتحاشان اللقاء....
وإذا مصادفة إلتقيا....
أهدرا الفرصة ولزما الصمت وخنقا كلمات البوح والحنين...
كان بحر العشق أمامهما زخرا... ولهيب الشوق يلح..
لكن....
ما إن لامست أقدامهما موجة من موجاته العاتية إفترقا..
كإنما كان اللقاء موعدا للغراق...
كأنهما قد إلتقيا في مفترق طرق...
هو يسير في إتجاه ...
وهي في إتجاه مغاير...
وإنتهت القصة ..
دون أن يعرفا ..
أين كان الخطأ...؟؟
هل كن لحظة الأفتراق....؟
أم في لحظة الإلتقاء...؟