[center]
Love 1 (213) لفظ الأمر في القرآن
ورد لفظ ( الأمر ) في القرآن الكريم في أكثر من مائتي موضع بين اسم وفعل، وبمعان مختلفة يمكن معرفتها بحسب السياق الذي ورد فيه.
فجاء بمعنى ( الوعد )
ومنه قوله تعالى:{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه } فـ ( الأمر ) هنا الوعد
أي: ما وعدهم به من المجازاة .
ومثله قوله سبحانه: { حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور } (هود:40)
أي: جاء وعد الله، بإرسال الطوفان على قوم نوح .
وجاء ( الأمر ) في القرآن بمعنى ( الدين )
ومنه قوله تعالى:
{ حتى جاء الحق وظهر أمر الله }
(التوبة:48)
يعني دين الله الإسلام؛ ومثله قوله سبحانه:
{ فلا ينازعنك في الأمر }
(الحج:67)
فـ ( الأمر ) في الآيتين يراد به دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
وجاء ( الأمر ) في القرآن أيضا بمعنى ( الشأن )
ومنه قوله تعالى: { وما أمر فرعون برشيد } (هود:97) أي: وما فعل فرعون وشأنه برشيد؛ ومنه قوله سبحانه: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره } (النور:63)
أي: عن سبيله،ومنهاجه وطريقته، وسنته .
وجاء ( الأمر ) بمعنى ( القول )
ومنه قوله تعالى عن قوم فرعون ، حين اختلفت أقوالهم حول موسى عليه السلام، وما جاءهم به: { فتنازعوا أمرهم بينهم } (طه:62)
أي: تنازعوا القول بينهم، واختلفوا في أمر موسى ؛ وقوله سبحانه عن أصحاب الكهف: { إذ يتنازعون بينهم أمرهم } (الكهف:21)
أي: اختلف قول علية القوم في شأن الفتية المؤمنة، الذين فروا بدينهم ولجؤوا إلى الكهف .
وجاء ( الأمر ) بمعنى ( الحساب )
ومنه قوله تعالى:
{ وقال الشيطان لما قضي الأمر }
(إبراهيم:22)
أي: انتهي من الحساب، وبيان كل إنسان ما له وما عليه؛ وقوله سبحانه:
{ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر }
(مريم:39)
أي: فُرغ من الحساب، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار .
وجاء ( الأمر ) بمعنى ( الذنب )
ومنه قوله تعالى: { ليذوق وبال أمره }
(المائدة:95)
وقوله سبحانه: { ذاقوا وبال أمرهم }
(الحشر:15)
فـ ( الأمر ) في الآيتين وما شابههما معناه ( الذنب )
أي: نالهم عاقبة ما ارتكبوه من الذنوب والمعاصي .
وجاء ( الأمر ) بمعنى القضاء والقدر
ومنه قوله تعالى: { يدبر الأمر }
(يونس:3)
وقوله سبحانه : ومن يدبر الأمر
(يونس:31)
قال مجاهد : يقضيه ويقدره وحده .
ولا يقتصر لفظ ( الأمر ) في القرآن على المعاني السابقة، بل قد يأتي على معان أُخر، يحددها السياق والموضوع.
والمهم في هذا الصدد، أن نعلم أن هذه المعاني المذكورة للفظ الأمر ، ليست معان متعينة، لا يحتمل المقام غيرها، وإنما هي معان يحتملها اللفظ، ويحتمل غيرها، وقد يرجح السياق الذي ورد فيه لفظ ( الأمر ) معنى على آخر .