سورة التين
تعالج هذه السورة موضوعين بارزين هما :
تكريم الله تعالى للنوع البشري ، وموضوع الإيمان بالحساب والجزاء .
1- ابتدأت بالقسم بالبقاع المقدسة والأماكن المشرفة التي خصت بإنزال الوحي على الأنبياء وهي : بيت المقدس ، جبل الطور ، مكة المكرمة ، على أن الله تعالى كرم الإنسان فخلقه في أجمل صورة وإذا لم يشكر فسيرد إلى الجحيم ، قال تعالى: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ{3} )
2- وبّخت الكافر على إنكار البعث والنشور ، قال تعالى
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أسْفَلَ سَافِلِينَ{5} )
3- ختمت بعدل الله في إثابة المؤمنين وعقاب الكافرين ، وفيها تقريراً للجزاء وإثباتاً للمعاد ، قال تعالى: ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ {6} فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ {7} أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ {8} )
****************************************
سورة العلق
وتسمى سورة (اقرأ ) ، وهي أول السور القرآنية نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد نزلت في مبادئ النبوّة إذ كان لا يدري مالكتاب ولا الإيمان ، فجاءه جبريل عليه السلام بالرسالة وأمره بأن يقرأ فاعتذر وقال : ( ما أنا بقارئ ) فلم يزل به حتى قرأ . فأنزل الله ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .
1- ابتدأت بفضل الله تعالى بإنزاله القرآن ، قال تعالى: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} )
2- تحدثت عن طغيان الإنسان في هذه الحياة بالقوة والثراء وتمرده على أوامر الله بسبب الغنى ، بينما كان عليه أن يشكر النعمة لا أن يجحدها ، قال تعالى: ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى {6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى {7} إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى{8} )
3- تناولت قصة ( أبي جهل ) الذي كان يتوعد الرسول عليه الصلاة والسلام وينهاه عن الصلاة ، قال تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى {9} عَبْداً إِذَا صَلَّى {10} أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى {11} أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى {12} أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى {13} أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى {14})
4- تابعت الآيات بوعيد ذلك الكافر بأشد العقاب إن استمر على ضلاله كما أمرت الرسول الكريم بعدم الإصغاء له ، قال تعالى: ( كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ {15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ {16} فَلْيَدْعُ نَادِيَه {17} سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ {18} )
5- ختمت بالدعوة للصلاة والعبادة ليتناسق البدء مع الختام ، قال تعالى: ( كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ {19}) {سجدة}
************************************
سورة القدر
1- تحدثت السورة عن بدء نزول القرآن العظيم ، وعن فضل ليلة القدر عن سائر الأيام والشهور لما فيها من تجليات ونفحات ربانية ، تلك النفحات التي يفيض بها الله تعالى على عباده المؤمنين تكريما لنزول القرآن الكريم ، قال تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} )
2- وتحدثت عن الملائكة الأبرار ونزولهم في هذه الليلة على الأرض حتى طلوع الشمس ، وعن سلام هذه الليلة من كل آفة وشر ، قال تعالى: ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {5} ).
*********************************************
سورة البينة
وتسمى سورة ( لم يكن ) وتعالج القضايا الآتية :
- موقف أهل الكتاب من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
- موضوع إخلاص العبادة لله تعالى .
- مصير السعداء والأشقياء في الآخرة .
1- ابتدأت بالحديث عن اليهود والنصارى وتكذيبهم لدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام مع علمهم بصدق نبوته ، قال تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ {1} رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً {2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ {3})
2-تحدثت عن إخلاص العبادة لله الذي أمر به جميع الأديان و إفراده تعالى والتوجه له بكافة الأقوال والأفعال ، قال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ {4} وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ {5})
3- تحدثت عن مصير أهل الكتاب والمشركين وخلودهم في نار جهنم ومصير المؤمنين وخلودهم في الجنة ، قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ {6} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ {7} جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ {8}) .
********************************************
سورة الزلزلة
1- بدأت السورة بالحديث عن الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة فيدكّ معه كل صرح شامخ ، وكل جبل راسخ ، وتخرج الأرض ما فيها من موتى وكنوز ثمينة ، قال تعالى : ( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا {1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا {2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا {3} )
2- تنتقل الآيات للحديث عن شهادة الأرض على الإنسان بأمر من الله تعالى ، قال تعالى : ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا {5} )
3- ثم تحدثت عن انصراف كل إنسان ليلقى مصيره من خير أو شر ، قال تعالى: ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ {6} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ {8} ) .
***********************************
سورة العاديات
يقسم الله تعالى في بداية السورة الكريمة بالخيل التي تغير على الأعداء والتي تعدو عدواً قويا يصدر عنه الضبح وهو صوت نفسها في صدرها عند اشتداد عدوها ، وتنقدح النار من صلابة حوافرها وقوتها ، وتثير الغبار حولها ، والتي توسط براكبها جموع الأعداء ، قال تعالى : ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً {1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً {2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً {3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً {4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً {5}) ،
و أقسمت بها على جحود الإنسان لنعم الله وحبه للمال ، قال تعالى : (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ {6} وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ {7} وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ {8} ) ، وختمت بأن مرجع الخلائق لله تعالى عندما يبعث من في القبور ، قال تعالى: ( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ {9} وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ {10} إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ {11} ).
**************************************
سورة القارعة
تتحدث السورة عن القيامة و أهوالها الشديدة محذرة ومخوفة منها ، حيث ينتشر الناس كالفراش المتطاير والجراد المنتشر الذي يموج بعضه في بعض من شدة الفزع والهول .
قال تعالى: ( الْقَارِعَةُ {1} مَا الْقَارِعَةُ {2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ {3} يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ{4} ) ،
ثم تتحدث عن نسف الجبال وتطايرها ، قال تعالى: ( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ {5} ) ،
وتذكر بالموازين التي تزن أعمال العباد وانقسام الخلق لسعداء و أشقياء ، ومصيرهم إما إلى جنة وإما إلى نار ، قال تعالى: ( فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ {6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ {7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ {8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ {9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ {10} نَارٌ حَامِيَةٌ {11} ).
************************************
سورة التكاثر
تتحدث السورة عن انشغال الناس بمغريات الحياة وجمعهم لحطام الدنيا حتى يباغتهم الموت فجأة ، قال تعالى: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ {1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِر{2} )
، و تكرر الزجر للتخويف والإنذار ، قال تعالى: ( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {3} ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {4})
، وتختم ببيان أهوال القيامة التي لا ينجو منها إلا المؤمن وتبين أن الإنسان سيحاسبون عن النعيم الذي كانوا يتقلبون فيه في الدنيا ، قال تعالى:
( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ {5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ {6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ {8}).
******************************************
سورة العصر
هذه السورة جاءت في غاية الإيجاز والبيان لتوضيح سبب سعادة الإنسان أو شقاوته ونجاحه في الحياة أو خسرانه ودماره .
أقسم الله تعالى بالعصر وهو الزمان الذي ينتهي به عمر الإنسان على أن جنس الإنسان في هلاك وخسران ، يقول تعالى : ( وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} )
ويستثنى من الخسران كل اتصف بهذه الصفات وهي:
الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والاعتصام بالصبر ،
وهي أسس الفضيلة والدين ، قال تعالى: ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}) .
*********************************************
سورة الهمزة
تحدثت السورة عن الذين يعيبون الناس ويأكلون أعراضهم بالسخرية والطعن ، وذمت من يشتغلون يجمع المال وتكديس الثروات وكأنهم مخلدون في الدنيا ، وذكرت عاقبتهم بدخولهم النار، وبينت الآيات عظم النار وشدتها على كل من يكفر بالله تعالى وينسى شكر نعمه فيترك الإنفاق في سبيله ، قال تعالى
وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ {2} يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ {3} كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ {4} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ {5} نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ {6} الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ {7} إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ {8} فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ {9}) .
************************************
سورة الفيل
تتحدث السورة عن قصة أصحاب الفيل حين قصدوا هدم الكعبة ،فرد الله كيدهم في نحورهم ، و أرسل عليهم طيرا حملت حجارة أهلكتهم . وهذا الجيش المعتدي هو : ( جيش أبرهة الأشرم ) ليكون بمن فيه عظة وعبرة لغيرهم من الكفار . فقد أرادوا أن يكيدوا قريشا بالقتل والسبي ، والبيت بالتخريب والهدم ، فجعلهم تعالى عبرة لكل معتبر ، قال تعالى
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ {1} أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ {2} وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ {3} تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ {4} فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ {5} )
********************************************
سورة قريش
تحدثت السورة عن نعم الله تعالى على أهل مكة حيث كانت لهم رحلة في الشتاء إلى اليمن ، ورحلة في الصيف للشام للتجارة .
قال تعالى
( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ {1} إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ {2}) ،
وتأمرهم الآيات بعبادة الله وحده لأنه تعالى أكرمهم بنعمة الأمن فكانت قريش تخرج في تجارتها فلا يتعدى أحد عليها ، والنعمة الثانية على قريش هي نعمة الغنى لبيان ضرورة الإيمان بالله تعالى وشكره على نعمائه ، ونعم الله لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لشأن هذه الواحدة ، يقول الله تعالى ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ {4} ).
**********************************************
سورة الماعون
تحدثت الآيات عن فريقين : الفريق الأول : فريق الكافر الجاحد المكذب بالجزاء والحساب في الآخرة ،وذكرت صفات أصحاب هذا الفريق فهم لا يعطون اليتامى حقوقهم ويزجرونهم ولا يفعلون الخير ، فيبخلون عن إطعام الطعام ، فيقول الله تعالى فيهم : (( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ {1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ {2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {3})
والفريق الثاني : هم المصلون الذين إن صلّوا لم يرجوا ثوابا وإن تركوا الصلاة لم يخشوا عقابا ، أولئك هم المنافقون الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها تهاوناً ، وهم الذين يتركون الصلاة سراً ويصلونها علانية ، ويمنعون عن الناس الزكاة وكل خير .
فتوعدتهم السورة بالويل والهلاك وشنعت عليهم أعظم تشنيع ، قال تعالى: ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ {4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ {6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ {7} ) .
********************************************
سورة الكوثر
تحدثت هذه السورة عن فضل الله العظيم على نبيه الكريم بإعطائه نهر الكوثر في الجنة ،
قال تعالى : (( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1}) ،
ودعته لإقامة الصلاة المفروضة عليه ونحر النسك تقربا لله ، قال تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2})
وختمت السورة ببشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بخزي عدوه المبغض له ، ووصفته بأنه سيقطع ذكره من خير الدنيا والآخرة .
قال تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ {3} )
**********************************************
سورة الكافرون
هي سورة البراءة من الشرك والضلال ، عندما دعا المشركون رسول الله عليه السلام للمهادنة وطلبوا عبادة إلهه سنة و آلهتهم سنة ، ففصلت الآيات وقطعت أطماعهم .
توجه الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن قل يا محمد للذين كفروا لا أعبد الأصنام التي تعبدونها ، ولا أنتم عابدون الله عز وجل الذي أعبده لإشراككم به ، فإن زعمتم أنكم تعبدونه فأنتم كاذبون ، لأنه تعبدونه مشركين . فأنا لا أعبد ما عبدتم ، أي مثل عبادتكم ولا أنتم عابدون مثل عبادتي التي هي توحيد ،
قال تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {5})
وتختم السورة بمعنى التهديد بمعنى : إن رضيتم بدينكم فقد رضينا بديننا .
قال تعالى
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {6} ) .
*********************************************
سورة النصر
تحدثت هذه السورة عن فتح مكة ،حيث أعز الله تعالى الإسلام ونصر المسلمين وانتشر الإسلام ، ودخل الناس دين الله أفواجا وارتفعت راية الحق عالية شامخة ، قال تعالى : (( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2}) ، وفيها أمر بتسبيح الله وشكره واستغفاره وبيان أنه يتوب على كل من تاب من المسبحين المستغفرين ، قال تعالى:
( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً {3} )
*******************************************
سورة الإخلاص
اشتملت هذه السورة على توحيد الله تعالى في الأسماء والصفات .
تحدثت هذه السورة عن صفات الله جل وعلا الواحد الأحد الذي لا شبيه له ولا نظير ولا صاحبة له ولا ولد ولا شريك ، الذي يصمد إليه ويفتقر في كل الحاجات ، الدائم الباقي الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء .
قال تعالى:ا( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفوا أَحَدٌ {4}) .
***************************************
سورة الفلق
في هذه السورة تعليم للعباد أن يلجئوا لله ويستعيذوا بجلاله وهو رب الصبح الذي ينفلق عنه الظلام ، من شر إبليس وذريته ، ومن شر كل ذي شر خلقه ، ومن شر الليل المظلم ووحشته ، ومن شر السواحر ، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر ، ومن شر كل حاسد يتمنى زوال النعمة عن المحسود ويسعى لزوالها .
وقد دلت السورة أن السحر له حقيقة ، يخشى من ضرره ، ويستعاذ بالله منه ومن أهله
وهي من المعوذات التي كان يعوذ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه .
قال تعالى
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ {1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ {2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ {3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ {4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ {5} )
*********************************
سورة الناس
هي ثاني المعوذتين ، وفيها الاستجارة والاحتماء بالله تعالى مالك الناس ومصلح أمورهم ، وإلههم ومعبودهم الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه دون الملوك والعظماء ،
يقول الله تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} )
هذه الاستعاذه تكون من شر الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وتكون هذه الوسوسة من شيطانين : شيطان الإنس ، وشيطان الجن ، أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية ، لذلك وجبت الاستعاذة من الصنفين ، قال تعالى: (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ {6} ) .
****************************************