لماذا سميت مصر ب ( ام الدنيا ) ؟
ليسلأنها أرض الكنانة ولا لذكرها ثلاث مرات بالإسم في القرآن الكريم ولا لأنها من أولالحضارات أو لأنها صاحبة الأزهر أو لأنها كانت لقرون طويلة حامية ديار الإسلام ولالأن حدود مملكنها و سلطانها إمتدت كما لم تمتد أي مملكة عربية أخرى ولا لأن أهلهاعرف عنهم حب الله والرسول ولا لأنها كانت قبلة الشرق والغرب في القديم ولا لأنهاكانت تنعم بالرخاء والحضارة قبل أمم العالم من حولها ولا لأنها إستقبلت الإسلامإستقبالاً حفياً ولا لأنها قادت جيوش العرب لنحرير فلسطين ولا لأنها دعت لإقامةجامعة الدول العربية ولا لانها تفوقت بالفنون ولا لأن بها مئات الالاف من المساجدولا لأن كسوة الكعبة خرجت منها لمئات السنين ولا لأنها قدمت الشهداء ووقفت لكلالعرب حتى قبل أن تكون هناك دول عربية .
الحقيقية لا يعلمها كثير من المصريونوالعرب وبعضهم لا يؤمن بها وبعض العرب يسخرون من هذه الجملة ولا يعرفو معناها وسببهذه التسمية ليس لان مصر أقدم حضارة فى العالم وليس لأهميتها وليست بسبب اعلام أوتلفزيون بل هى حقيقية دينية .
وهذا ما أكده تفسير ابن كثيرمصر سميت ام الدنيانسبة للسيدة هاجر زوجة إبراهيم حيث أنها من مصر .وولد سيدنا إبراهيم فى العراقوانتقل وعاش بين مصر والشام وتزوج السيدة هاجر وهى كانت من مصر وبعدها انتقلللجزيرة العربية وتم تعمير الجزيرة العربية التى لم يسكن بها بشر من قبل وتم رفعقواعد البيت العتيق لهذا سميت مصر أم الدنيا كشىء تقليدى ودينى من ألاف السنينبإعتبار أن السيدة هاجر هى أم أنبياء الله وام سيدنا إسماعيل وأم العرب وهى مصريةوهذا كان تكريم للسيدة هاجر وذلك ما توارثته الأجيال بأن مصر أم الدنيا لهذا السببالتاريخى كرمت مصر ممثلة فى السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم وأم سيدنا إسماعيل ابوالعرب والأنبياء والدليل حديث رسول الله عن أهل مصر وهو حديث صحيحفقد رويعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطهاخيرًا فإنلهم ذمة ورحمًا " قال ابن كثير رحمه الله: والمراد بالرحم أنهم أخوالإسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام أمه هاجر القبطية وهو الذبيح على الصحيحوهو والد عرب الحجاز الذين منهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوال إبراهيم ابن رسولالله صلى الله عليه وسلم وأمه مارية القبطية وقد وضع عنهم معاوية الجزية إكرامًالإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تفسير ابنكثير.
سميت مصر نسبة إلى اسم مصرائيم ابن حام حيث الجنس الحامىهو أول من سكن مصر بعد طوفان سيدنا نوح ودعا لهم نوح بهذا الدعاء وقولة أن مصر أمالبلادأما دعاء نوح عليه السلام لها فقال عبدالله بن عباس دعا نوح عليه السلاملابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه و فى ذريته وأسكنه الأرض الطيبه المباركه التى هى أم البلاد و غوثالعبادالمزيد عن أصل كلمة مصرنعلم جميعا أن نوح عليهالسلام هو أبو البشرية جميعها بعد الطوفان المشهور . وتأكدت هذه الحقيقة التاريخيةبما جاء فى التوراة وبما جاء بعد ذلك مصدقا لها فى القرآن الكريم ولم يختلف على تلكالحقيقة عالم واحد من علماء التاريخ والجنس البشرى . وقال تعالى فى هذا الشأن : "وجعلنا ذريته هم الباقين" (الصافات 77) ، أى لم يجعل الله لأحد ممن كان مع نوح فىسفينته من المؤمنين نسلا ولا عقبا سواه . وأصبح بذلك كل من على وجه الأرض من سائرأجناس بنى آدم ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة : سام وحام ويافث – بعد غرق إبنه "يام" لعمله غير الصالح لقول الله تعالى : "قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح .. " (هود 46) . وكلمة "اليم" فى اللغة العربية كما هى فى العبرية وفى اللغةالمصرية القديمة مشتقة من إسم هذا الولد العاق وكأنما أراد الله سبحانه وتعالىالتذكرة بأن الهلاك والغرق هو عاقبة العقوق .
وجاء إسم مصر منأسلاف حام ابن نوح عليه السلام ، وتم تعريف أرضها بأرض حام كما جاء فى أسفار العهدالقديم (التوراة) ، ويعنى ذلك أن الموطن الأول للجنس الحامى هو مصر، وهذا يتفق معمااتفق عليه عدد غير قليل من العلماء المحدثين .وارتبط لفظ حام لغويا وتاريخياباللفظ المصرى القديم "خيم" أو "كيم" أو الذى تم إطلاقه على الجزء الخصيب المنزرعبأرض مصر ويعنى باللغة المصرية القديمة : الأرض السوداء تمييزا له عن الجزء غيرالخصيب من أرضها الذى كان يسمى بلغتها القديمة "تا-دشر" ويعنى البلاد الحمراء أىالصحراء ، وهى أصل كلمة باللاتينية ومنها كلمة بالإنجليزية . وبمناسبة الكلام عنحام نذكر أن البلدة التى تسمى أخميم حاليا بمحافظة سوهاج تشير فى لفظها واشتقاقهإلى لفظ "خيم" السابق إيضاحهالصحراء البيضاءأمامصر بوجهيها القبلى والبحرى وبصحرائها شرقا وغربا كان يطلق عليها اللفظ مصر إسمالها ، وهو مشتق من إسم "مصرائيم" ابن حام ابن نوح عليه السلام ، حيث كان هو ونسلهأول سلالة بشرية سكنت أرض مصر كلها . ومصرائيم ينطق بالعبرية وهو ابن حام كما جاءفى سفر التكوين بالعهد القديم ، وجاء فى دائرة المعارف الصادرة عن جامعة كولومبيا ،وفى قاموس إيستون الإنجيلى وقاموس سميث الإنجيلى : أن مصرائيم ابن حام ابن نوح هوالشخص الذى تم تسمية أرض مصر كلها بإسمه ، وكان ينطق إسمها باللغة المصرية القديمة "مشر" أى مصروإسم مصر له تاريخ وأصل مشرف ، وهى التى ظلت محور التاريخ العالمىسواء المدون منه أو غير المدون ، وأصبحت بعد ذلك قلعة للعالم الإسلامى ، وستبقgىبإذن الله هى مصر – مصر المحروسة .. التى كرمها الله تعالى بذكر إسمها فى ثلاثةمواضع بالقرآن