افتراضي بين الحياه والموت
كُتب : [ 22-07-2010 - 04:31 PM ]
كنت أسيرا فى حديقة رائعة الجمال وحدى، حيث الأشجار العالية بأوراقها الرائعة كفتيات الأحلام والزهور الرقيقة كلها وداعة وحنان كبسمة الأطفال والعصافير المغردة تملأ القلب سرورا وطمأنينة، وحين أنا ممتزج بكل هذه النعم ناسيا ما قد مضى غير مفكر فى ما سيأتى، سمعت صوت أنة جارحة ارتعش لها قلبى وحزنت لها روحى، فنظرت نحو اتجاه الصرخة فوجدت امرأة غاية فى الجمال ترتدى ثوبا من الحرير وشعرها الناعم ينسدل على عنقها الأبيض فى رقة وحنان، ولكن جسمها الرقيق يمتلئ بالطعنات والدم فى كل مكان على ثوبها، فهرعت إليها ملتاعا وحين وصلت إليها سقطت على ركبتى وقلت لها والشفقة فى صوتى والحزن فى عيونى:
ما الذى فعل بك ذلك سأَخذك إلى المستشفى، قالت لى إن علاجى ليس بالمستشفى، قلت لها ما هذا الذى تقولينه هيا بنا فقالت لى لا تتعجل ألم تسأل نفسك كيف ظهرت لك فى لمح البصر والمكان لا يوجد به أى إنسان غيرك؟، فظهرت الدهشة على وجهى وقلت لها حقا إن مرأَك جعلنى لا أفكر بذلك كيف ظهرت لى كذلك فى أقل من ثانية، قالت لى إذن فلتعرف أننى لست من البشر وإن ظهرت لك على صورتهم، قلت لها والدهشة والرهبة تملأ قلبى إذن من أنتِ؟! قالت لى أنا الوفاء قلت لها والغرابة تملأ فكرى والتفكير العميق يسيطر على وما الذى طعنك هذه الطعنات أيتها الصفة الجميلة؟ قالت لى هذه الطعنات من غدر الإنسان الذى لم يعد يعرف عن الوفاء شيئا وبالنسبة له أصبحت مزحة حين يتذكرها يضحك.
إن الناس قد نسوا الوفاء للصديق وللعشرة والذكريات الجميلة وأصبح كل إنسان يعيش لنفسه ولعائلته الصغيرة، إلا ما رحم ربى، ناسيا غيرهم من الناس وكل ما خلقه الله وهم عائلته الكبيرة لقد ظهرت لك أنت بالذات، الآن لأننى رأيت فى قلبك بعض الوفاء الذى لا أريده أن يموت لأن بموت الأوفياء فى هذا العالم المخيف أمواتا، قلت لها لن تموتى بإذن الله وسيستيقظ الناس فى يوم من الأيام وستذهب هذه الطعنات من جسدك الجميل وستنعمين حينها بالسعادة والطمأنينة، قالت لى بصعوبة من شدة الألم أريدك أن تنشر كل كلمة قلتها لك اليوم للناس أريدهم أن يعرفوا أننى سوف أموت إذا لم يعودوا إلى رشدهم وحين قلت لها سأفعل قالت لى فليباركك الله ثم تحولت إلى دخان أزرق شفاف وتلاشت فى السماء وأنا لا أصدق ما تراه عينى.
وها أنا ذا الآن أنشر كل كلمة قالتها لى الوفاء لهذه المرأة الجميلة المطعونة من غدر الإنسان الظلوم لعل بعض الناس ممن يقرءون ما قالته يصبحوا أوفياء.