الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فان الانسان لينشرح صدره ويطمئن قلبه اذا رأى طلاب العلم في حلقات العلم ، فهم قد تركوا لذة النوم وهجروا الفراش في وقت يهجع الناس فيه وتركوا سائر الملذات وآثروا أمرا يرجون به النجاة في الدنيا والبرزخ في الآخرة . فقد مدح الله تبارك وتعالى أهل العلم واثنى عليهم فقال { قٍلً هّلً يّسًتّوٌي الّذٌينّ يّعًلّمٍونّ والَّذٌينّ لا يّعًلّمٍونّ } الزمر(9) ، ويقول جلا وعلا { يّرًفّعٌ اللَّهٍ الذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً والَّذٌينّ أٍوتٍوا العٌلًمّ دّرّجّاتُ } المجادلة 11 ، ويقول صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) أخرجه البخاري ومسلم ، ويقول صلى الله عليه وسلم : ( من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يُعلمه فهو بمنزلة المجاهدين في سبيل الله ) رواه ابن ماجة . ويقول صلى الله عليه وسلم : ( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يُعلمه كان له كأجر حاج تامًا حجّتُهُ ) رواه الطبراني في الكبير عن ابي أمامة ولقد خص الله العلماء بالخشية فقال { إنَّمّا يّخًشّى اللَّهّ مٌنً عٌبّادٌهٌ العٍلّمّاءٍ إنَّ اللَّهّ عّزٌيزِ غّفٍورِ } فاطر 28 ، لأنهم اعرف الناس بالله ، فكلما كان العبد بربه أعرف كان له أرجى منه وأخوف . بل ان النصوص الدالة على فضل العلم الشيء الكثير قال ابن القيم رحمه الله : كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو ثمرة العلم وكل ما كان فيه ذم للعبد فهو من ثمرة الجهل. أهـ وما أجمل ما قاله رحمه الله في لذة الطلب والتعلم : ولو لم يكن في العلم الا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة وصحبة الملأ الأعلى لكفى به شرفا وفضلاً فكيف وعز الدنيا والآخرة منوط مشروط بحصوله . أهـ ( مفتاح السعادة 1/108 ) ويقول الشيخ العلامة حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله مرغبا في العلم وخاصةً طالبه على الحرص عليه والسعي قدر المستطاع لنيل أكبر قطسا منه وعدم الرضا بغيره عوضا عنه فمن حصل عليه فقد ظفر : فقد ظفرت ورب اللوح والقلم يا طالب العلم لا تبغي به بدلا في القول والفعل والآداب فالتزم وقدر العلم واعرف قدر حرمته لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم واجهد بعزم قوي لا انثناء له كلمة توجيهية للشيخ بن عثيمين بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد : فإن الشباب في هذه الأيام مقبلون على الإجازة الصيفية التي يتفرغون فيها من الدروس النظامية ، ولكن لا ينبغي أن تكون هذه الإجازة عطلة كما يسميها بعض الناس ، بل ينبغي أن تكون مشحونة بطلب العلم على المشايخ الموثوقين وأهل العلم والإيمان وألا تمضي هذه الإجازة بالقيل والقال والسب والشتم والعداوة والتحزب فإن ذلك خلاف المنهج الصحيح الذي كان عليه السلف الصالح ، وليحــذر الشبـاب من الرفقة السيئة فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك حيث قال : ( مثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة ) وليحذروا من غرور هؤلاء وتحسينهم باللفظ برقة اللسان وقوة البيان فإن بعضهم يستدرج الشاب لاسيما إذا رأى منه فطنة وذكاء بأساليب متنوعة كأن يركب في السيارة مثلاً ويقول نذهب نتمشى ويلين القول ويهدي عليه الهدايا ، وعلى الشاب أن يُقبل على طلب العلم وعلى العبادة بالمحافظة على الصلوات فرضها ونفلها ، فإن العبادة للقلب بمنزلة السقي للشجرة إن أغدقت عليها الماء نمت وازدهرت وإن قطع عنها الماء ذبلت وهلكت .أهـ فضل العلم
1- انه إرث الانبياء . 2- انه يبقى والمال يفنى . 3 - ان صاحبه لا يتعب في حراسته 4- أن اهل العلم أحد صنفي ولاة الآمر . 5- أنه طريق الى الجنة . 6- أنه نور يستضئ به العبد ويهتدي به . آداب العلم 1- الاخلاص. 2- الدفاع عن الشريعة. 3- أن ينوى رفع الجهل عن نفسه وغيره. 4- رحابة الصدر في مسائل الخلاف . 5- العمل بالعلم . 6- التحلي بالحكمة . 7- الصبر على التعلم . 8- احترام العلماء وتوقيرهم . 9- التمسك بالكتاب والسنة. 10- التثبت . 11- الحرص على فهم مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. طرق تحصيل العلم 1- أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها والتي ألفها علماء معرفون بعلمهم وأمانتهم وسلامة عقيدتهم من البدع والخرافات . 2- أن تتلقى ذلك من معلم موثوق في علمه ودينه . وهذا الطريق أسرع وأتقن للعلم لأن الطريق الأول قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه أو قصور علمه أو لغير ذلك من الأسباب أما الطريق الثاني فيكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فيفتح بذلك للطالب أبوابا كثيرا في الفهم والتحقيق .
الأسباب المعينة على طلب العلم
1- التقوي. 2- الحفظ. 3- ملازمة العلماء. 4- المثابرة والاستمرار على طلب العلم. أقوال السلف قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو بالانفاق ، والعالم أفضل من الصائم القائم المجاهد ، وإذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه . قال أبو الأسود : ليس شيء أعز من العلم ، الملوك حكام الناس والعلماء حكام الملوك . قال لقمان لابنه : يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه وتعالى يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء . قال الإمام الشافعي : ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم فهو يهتدي به الحائر . قيل لمالك : لو بقي من عمرك ساعة فماذا تصنع ؟ قال : اصرفها بطلب العلم . قال ابن مسعود رضي الله عنه : اطلب قلبك في ثلاث مواطن : عند سمع القرآن وفي مجالس الذكر وفي أوقات الخلوة فأن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك . أمور لا بد لطالب العلم مراعاتها 1- حفظ متن مختصر في الفن الذي يدرسه . 2- ضبطه وشرحه على شيخ متقن . 3- عدم الانشغال بالمطولات . 4- ألا تنتقل من مختصر إلى مختصر بلا موجب. 5- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية. 6- جمع النفس للطلب .
معوقات طلب العلم
1- فساد النية . 2- حب الشهوة والتصدر . 3-التفريط في حلقات العلم . 4- التعذر بكثرة الأشغال . 5- التفريط في طلب العلم في الصغر . 6- تزكية النفس . 7- عدم العمل بالعلم . 8- اليأس وعدم الثقة بالنفس. 9- التسويف .
فوائد فوائد المذاكرة نوعان : مذاكرة مع النفس ومذاكرة مع الغير . الحفظ نوعان : غريزي و كسبي . زكاة العلم في أربعة أمور : نشر العلم ، العمل بالعلم ، الصدع بالحق ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . من يدرس العلم لم تدرس مفاخره العلم أنفس شيء أنت ذاخره فأول العلم إقبال وآخره أقبل على العلم واستقبل مقاصده فتوى ما نصيحة فضيلتكم للطالب المبتدئ في العلم هل يقلد العلماء أم يبحث عن الأدلة ؟ فأجاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله قائلاً : الطالب المبتدئ يبحث عن الدليل بقدر إمكانه ، لأن المطلوب الوصول إلى الدليل ، ولأجل أن يحصل له التمرن على طلب الأدلة وكيفية الاستدلال فيكون سائرًا إلى الله على بصيرة وبرهان ، ولا يجوز له التقليد إلا لضرورة كما لو بحث فلم يستطع الوصول إلى نتيجة أو حدثت له حادثة تتطلب الفورية فلم يتمكن من معرفة الحكم بالدليل قبل فوات الحاجة إليها فله حينئذ أن يقلد بنية متى تبين له الدليل رجع إليه ، وإذا اختلف عليه المفتون فقيل يخيّر ، وقيل يأخذ بالأيسر لأنه الموافق لقوله تعالى { يٍرٌيدٍ اللَّهٍ بٌكٍمٍ اليٍسًرّ } البقرة 185 ، وقيل يأخذ بالأشد لأنه أحوط وغير مشتبه وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) والأرجح أن يأخذ بما يغلب على ظنه أنه أقرب للصواب لكون قائله أعلم وأروع .. والله أعلم . كتاب العلم ص219 في العلم ألا عند أهل العلم التعلم تعلم إذا ما كنت لست بعالم من الحلة الحسناء عند التكلم تعلم فإن العلم أزين للفتى احذر يا طالب العلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت و لكنك قاتلت ليقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار و رجل تعلم العلم و علمه و قرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته و قرأت فيك القرآن قال : كذبت و لكنك تعلمت العلم ليقال عالم و قرأت القرآن ليقال : هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه و أعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها؟ قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال : كذبت و لكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار" رواه مسلم ||