رغو تبحر من جديد بعد 3500 سنة
عادت سفينة آرغو الأسطورية اليونانية إلى الإبحار من جديد بعد توقف دام 3500 عام، ولكن هذه المرة بهدف علمي تجريبي. وتأتي الرحلة ضمن برنامج متكامل لإعادة معايشة تجربة الإبحار اليوناني القديم، يراعي القوانين العملية المعمول بها في هذا المجال من جودة المواد ودقة التصنيع.
وقد أبحرت آرغو المعاصرة أواسط الشهر الماضي -بحضور رسمي وشعبي كبيرين- من مرفأ مدينة فولوس اليونانية المعروفة قديما باسم إيوليكو، وترافقها فرقاطة حربية لضرورات السلامة والحماية للطاقم والسفينة.
وآرغو المعاصرة بنيت بتعاون بين هيئات ومؤسسات ووزارات يونانية عديدة بنفس مواصفات وحجم نظيرتها الأسطورية آرغو التي يذكر المؤرخ هيرودوت أن إياسوناس -الشخصية اليونانية المعروفة- أبحر بها لما تعهد بإحضار الشعر الذهبي من منطقة كوخليذا الواقعة اليوم بالبحر الأسود، ودعا الشبان الشجعان في عصره إلى الالتحاق به برحلته الطويلة.
وتقول الأسطورة إن آرغوس مصمم السفن المعروف بذلك الوقت قام ببناء السفينة التي أخذت اسمه، وأحضرت الأخشاب من منطقة بيلوس اليونانية، وانطلقت تلك الرحلة من مدينة فولوس التي كانت تسمى حينها باسم كوخليا.
وقد كانت رحلة آرغو تضم بين صفوفها (حسب الأسطورة) علماء فلك ورجال دين ومعلمين وموسيقيين وغيرهم، وكانت هذه الشخصيات من أشهر أسماء ذلك العصر حيث شملت إيراكليس، أورفيياس، تيفيس، آغيوس، آرغوس، كاستور، بوليذيفكيس وغيرهم.
مسار الرحلة
وقال المسؤول الإعلامي للرحلة في تصريحات للجزيرة نت إنه كان من المقرر أن تقوم السفينة بنفس الرحلة الأصلية إلى منطقة بوتي بالبحر الأسود، لكن تعذر التوصل لتفاهم مع السلطات التركية حول دخولها، مما دفع القائمين عليها إلى تغيير وجهتهم باتجاه البحر الأدرياتيكي.
وأضاف فيليساريوس ميليونيس أن السفينة التي انطلقت من فولوس ووصلت يوم 30 يونيو/ حزيران إلى مرفأ بيريوس، تابعت إبحارها لتمر عبر مضيق كورينثوس ثم باترا، لتكون آخر محطة لها في اليونان بجزيرة كيركيرا، ثم تعود لتبحر بعد ذلك بالمياه الإقليمية الألبانية قرب خيمارا، ثم إلى دوبرفنيك وسبيلت في كرواتيا، لتنهي رحلتها في البندقية بإيطاليا التي تبدأ منها رحلة العودة إلى اليونان من جديد.
وحسب المسؤول الإعلامي فإن آرغو الحديثة ستقطع 1200 ميل بحري، وهي نفس المسافة التي اجتازتها الأسطورية آرغو، كما أنها ستواجه تقريبا نفس المشكلات التقنية وظروف الطقس.
ويضيف أن آرغو تواجه اليوم عائقين رئيسين الأول أن تشكل رمز سلام وصداقة وتعارف بين شعوب المتوسط والبحر الأسود، والثاني أن تنجح مع بحارتها في مواجهة تحديات السفر التجريبي التي تواجهها بالبحر المفتوح.
وتسافر السفينة حسب التقاليد البحرية القديمة أي بالأشرعة والمجاديف الخشبية التي يشغلها أصحابها نهارا فقط، ويقدر أنها ستصل إلى مرفأ البندقية بعد ستين يوما من انطلاقها، وفي مسيرتها ستدخل إلى 27 ميناء داخل اليونان وألبانيا والجبل الأسود وكرواتيا وسلوفينيا وإيطاليا. غو تيجر