[center]
افتراضي الصيام والصوم والفرق بينهما
الصيام والصوم
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
صدق الله العظيم
( فإما ترين من البشر أحداً فقولى إنى نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم أنسياً )
صدق الله العظيم
بفرحة الصائم بفطره والروض بعطره والسماء بقطره التقيت بفضيلة الإمام وبعد رد السلام.
قلت : فضيلة الإمام . . . . إن كل أبنائك يتقدمون بأرق التهانى والأمانى بحلول شهر رمضان الكريم .
فقال فضيلته : أحياكم الله جميعاً إلى كل عام .
قلت : سيدى الكريم كل الناس يسألون فضيلتكم عن الصيام وما وراء ذلك من أحكام فهل سأل أحد فضيلتكم يوماً عن الصوم ؟ أم أن الصوم هو الصيام والصيام هوالصوم أم أن للصوم قوم وللصيام أقوام ؟
فضحك فضيلته وقال على وزن للتين قوم وللجميز أقوام ثم أسترسل يقول : لاشك أن الصيام شىء والصوم شىء آخر فالصيام هو المكتوب على المؤمنين فريضه
( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) وأما الصوم فهو ما زاد عن الصيام فى الكيفيه والمعنى والمضمون والنتيجه ثم نظر إلىّ فرآنى واضعاً يدى على فمى وقد أتسعت عيناى إستغراباً .
فقال : هكذا أنت يا ولدى تسأل السؤال وتستغرب الإجابه .
قلت : بل غالباً ما تدهشنى إجاباتكم كما أدهش الله نبيه زكريا عليه السلام إذ سأل زكريا ربه ولداً وأعلن علمه بإنتفاء المقومات وعندما بشره الله بالولد قال ( أنى يكون لى ) فلعلها يا سيدى دهشة من يجد المستحيل فى لحظه أصبح أيسر الممكنات فلا تؤاخذنى ولا يقطع جهلى إسترسالك .
قال فضيلته : أنت تعلم أويجب أن تعلم أن الفرائض ديون على العباد ويحب الله من العباد قضاء ديونهم أما النافله فهى إستثمار يزيد عن الدين وهو من جنسه والله يحب العبد إذا تقرب إليه بالنوافل .
فالصيام فريضه كتبت علي الأمم السابقه كما كتب على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم وأما الصوم فلم يكتب على الأمم السابقه بل كان نافلة للخواص من عباد الله أنظر إلى قوله تعالى مخبراً عن السيده مريم عليها السلام : ( فقولى إنى نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم أنسياً ) والنذر ليس فريضه فلا يصح أن تقول إنى نذرت صيام رمضان لأنك مكلف به فإن صمته نجوت من الحساب وإلا فالعقاب العقاب وأنظر أيضاً إلى قول الله مخبراً عن زكريا عليه السلام : ( قال رب إجعل لى آيه . قال آيتك ألا تكلم الناس ) وحددها الله بثلاث ليال أوثلاث أيام وجعل الكلام بالرمز إستثناء فقال : ( إلا رمزاً ) .
وعندما يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم : " يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءه فيتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " لم يكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم يقصد صوم المكتوبه بل صوم النافله .
قلت : هل يمكن أن بجتمع الصوم والصيام ؟
قال فضيلته : نعم .
قلت : زدنى .
قال السيد : كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش معناه أمسك فقط عن الطعام والشراب ولم يراع الأصول الأخرى ويسمى هذا صيام العوام إذن فهو صيام فإذا صام المؤمن عن الطعام والشراب وعن كل شىء عدا ذكر الله فهذا يكون صيام الخواص كما أطلق عليه العلماء ذلك وفى إعتبارى أن هذا النوع هو المرحله الإنتقاليه من الصيام إلى الصوم
قلت : هل من نوع ثالث ؟
قال فضيلته : فلنفرد لذلك لقاء آخر . ان شاء الله تعالي .