عندما نسمع عن سيرة المواطن العربي المغترب في الخارج وخصوصاً في البلاد الأوروبية نقول :
يا سلام .. إنه يعيش أجمل أيام عمره في بلد الإغتراب ..
إنه يتمتع بجمال الطبيعة الخلابة والمناظرالساحرة ..
إنه إنسانٌ جديرٌ بالإحترام والتقدير ..
ولا نعلم كم من المصائب يحملها في بلد الإغتراب ,,
ربما افتعل فعلةً يعاقب عليها القانون ففر هارباً من بلده الأصلي إلى بلاد الغربة ,,
ربما ذهب مهاجراً غير شرعي وتلقفته الأمواج يُمنةً ويُسرة إلى أن وصل إل برالأمان ..
ثم بدأ يمشي في مناكب الأرض بحثاً عن رزقه ..
وربما وجد رزقه هناك فمنَّ الله عليه وأعطاه من فضله ومن سعة رزقه الشيء الكثير الذي يُحسدُ عليه ..
لكن ما نود الوصول إليه الآن هو التالي :
أنت تعيش في بلد الإغتراب ..
هل تصادف احتراماً من الآخرين كونك عربي ؟؟
هل بعد حصولك على الإقامة الشرعية أو غير الشرعة يُنظر إليك على أنك إنسانٌ وجديرٌ بالإحترام والتقدير ؟؟
لماذا وهو الأهم . . عندما يتعرض المواطن العربي في غربته للإهانة أو للسرقة أو لاغتصاب الحقوق,, ثم يذهب لسفارة بلاده فلا يلقى الإهتمام ولا يعيره أدنى الموظفين رتبةَ أي اهتمام ؟؟
هل وضعت السفارات من أجل العلاقات بين الدول فقط ؟؟
لماذا الأميركي عند تعرضه لسرقة محفظة نقوده تكون عنده المحفظة بعد 24 ساعة تماماً ؟؟
ما السبب الرئيسي في ذلك ؟؟
وعندما يُسرق العربي في بلاد الغربة ثم يذهب لسفارة بلاده فيُقال له : عوضك الله خيراً وأخلف عليك ..
وعند تعرضه للإيذاء والضرب ثم يقوم بالتوجه لسفارة بلاده يُقابل بكلمة مفادها : لو لم تفتعل المشاكل لما حدث لك هذا ..
لو لم تكن كذا لما كان كذا ..
وكثيرةٌ هي الأمثلة على ذلك .
هل يعني كما سبق أن العربي بلا قيمة ؟؟ وأنه بلا احترام ..؟
وأنه مجرد حيوانٍ يسير في الطرقات يأكل ويشرب فقط ؟؟ حتى إن الحيوانات تلقى اهتماماً أكبر من البشر هذه الأيام ..
أين قيمة الإنسان في ذلك ؟؟ أين كرامته وحقوقه كإنسان ؟؟
لماذا الأميركي يلقى الإهتمام الكامل من قِبل سفارة بلاده ؟؟ ما السبب الرئيسي ؟؟
ومن الأمثلة على ذلك سأذكر لكم قصة مواطن عربي معه الجنسية الأميركية ويعيش الآن في إحدى دول الخليج ..
هذاالمواطن المبارك قطع إشارة المرور في أحد الطرقات ..
فما أن لفت انتباه رجل المرور إلا وطارده بأقصى سرعته.. فبعد إيقافه نظر رجل المرور إليه وقال له بكل استظراف : ألا تستحي على وجهك من فعلتك هذه ؟؟ ألا تستحي من ( شواربك ) التي تملأ وجهك وتقطع الإشارة ؟؟
وطبعاً ملامح الرجل واضحة وجلية فهو عربيٌ أباً عن جد ,, وله من الشنب ما يلف حول سيارته .
فتظاهر هذا العربي بأنه لا يعرف العربية على الإطلاق وقال له باللغة أو باللهجة الأميركية :
وات دو يو ونت ؟؟ آي دونت نو وات آر يو توكينج أباوت ؟؟ فقال له الشرطي : جيف مي يور آي دي ,,,
فما أن أخرج العربي جواز سفره فإذا هو أميركي أصلي يسطع ويلمع ,,,
فلما رآه الشرطي بُهِتَ وتغير لونه فقال له وبلهجة عامية ( انقلع من وجهي لا تبلينا بنفسك وتسويلنا مشاكل ) ..
طبعاً العربي فهم كلام الشرطي فاستشاط غضباً ولكن ؟؟؟ كيف له أن يرد على الشرطي وهو أميركي ؟؟ فسيعرف الشرطي أنه عربي وقد فهم كلامه ..
هذه أحد القصص الشاهدة على موضوعنا .
أي أن العربي بجواز سفر أميركي له اهتمامٌ وقيمة ومهابةٌ عن الناس وعند الشعوب الأُخرى ..
ولو أنه بإثباته العربي لقَبَعَ في السجون إلى ما شاء الله ,, فضلاً عن سحب رخصة القيادة و الكلام العربي الأنيق من شتائم وإهانات .
هذه هي سفاراتنا العربية وموظفيها المحترمين الذين لا يفتؤون أن يساعدوا مواطن بلادهم العزيزة والجميلة ..
ها هم الموظفين الأبطال لا يجلسون على كراسيهم ولا يشبعون نوماً من تفكيرهم وهمهم على المواطن العربي لذي يعيش الإغتراب بأصعب حالاته ..
هؤلاء هم واجهة البلد العربي في الخارج ..
وها هم الأميركيون والأوروبيون في سفاراتهم وأترك لك عزيزي القاريء حرية المقارنة بينهم وبين العربي ..
فهم أي الغرب مهما طال بهم الزمان فهم بشرٌ وسيبقون بشراً مادامت الحياة على الأرض,,
وسنبقى نحن العرب كالأنعام بل أضل سبيلا ..